بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله، السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته متابعي قناة و مدونة سوق عمر المختصة في علم الطيور و خاصة الكناري منها و الحسون.
تعتبر طيور الحسون من الصنف الراقي و المحبوبة لكثير من المربين و المحترفين في مجال الطيور و تحسب من طيور الزينة المميزة بألوانها الزاهية و أصواتها الجميلة، و على قدر هذا الجمال و التألق على قدر صعوبتها في التربية و في ترويضها رغم إنتشارها الكثيف بين البلدان العربية و رغم كسب الخبرة في فهم نفسية هذه الطيور إلا أنها بحاجة إلى عناية كبيرة جدا لمنع تعرضها بالإصابات و الأمراض ومن بينها أشرس الأمراض التي تفتك بالحساسين من غير رحمة لهذا لقبت هذه الفيروسات بكورونا الحساسين من شدة خطورتها على هذه الطيور.
لا تخلو حياة الطيور من الطفيليات و الفطريات و الجراثيم التي قد تتعرض لها الحساسين بشكل خاص و الطيور بشكل عام عبر عديد الطرق و بشكل مفاجئ مما يسبب لنا إرتباك و عدم فهم سلوك هذه الطيور و لا ندرك كيفية التعامل معاها حتى إن بعض المربين خسروا طيورهم من غير أن يفهموا السبب، في هذه التدوينة سأحاول أن أمدكم بمجموعة الموت و محاولة فهمها: كيف جاءت؟؟ و كيف نعالجها؟؟ فهي من أشهر أمراض طيور الحساسين و التي تسببت بقتل الكثير منهم.
النقطة الأولى هي الإلتهابات المختلفة: في كثير من الأحيان تصاب طيور الحساسين بعديد من هذه الإلتهابات المختلفة و أحيانا تكون خطيرة جدا و للأسف الشديد هذه الأمراض معدية لهذا يجب علينا أخذ التدابير اللازمة كي نمنع إنتشار العدوى من حساسين مريضة إلى أخرى سليمة، كما أن هذه الطيور تصاب بإلتهابات في الجهاز التنفسي من جراء المكوث تحت أشعة الشمس الحارقة لمدة زمنية تكون طويلة و كما تصاب بالإلتهابات عندما تتعرض إلى برودة شديدة أو هواء قوي، كذالك طيور الحساسين معرضة للإلتهابات الجلدية التي تتواجد على أقدام الطيور و من أهم الأعراض التي تظهر على هذه الطيور نتيجة إصابتهم بالإلتهابات التي ذكرتها هي خمول مطول و فقدان للشاهية و وضع رؤوسهم تحت أجنحتهم من شدة الإرهاق.
النقطة الثانية هو مرض الكوكسيديا: هذا المرض غني عن التعريف و للأسف الشديد ضحاياه كثيرة جدا بسبب نقص في مناعة الحساسين و ضعف في أجسادهم مما يمهد الطريق لهذه الطفيليات التي تهاجم أمعاء الطيور من غير شفقة و لا تكتفي هنا بل تتكاثر بشكل رهيب في بطون الحساسين مما يقوي قدرة الهجوم لديها فتتسبب في تمزيق البطانة المعوية و هي من الصنف الذي ينقل العدوى بسرعة البرق مما يسبب في كارثة كبيرة عند المربين، في هذه الحالة ينصح بعزل الطيور المريضة و إبعادها قدر المستطاع عن الحساسين السليمة ومن بين هذه الأعراض إسهال و إنتفاخ في البطن و إرهاق شديد مما يسبب الخمول الدائم و فقدان شهية الأكل و بروز عرق أزرق كبير في الحالات المتقدمة، أسبابه عديدة و منها كثرة الأوساخ و قلة النظافة و عدم التعقيم مع إختلاط فضلات هذه الطيور بالطعام و أيضا الماء المخزز أو الغير نظيف و القائمة تطول، كل هذه الأسباب و المسببات تتسبب في إصابة الحساسين بفيروس الكوكسيديا أو بما تسمى الكوكسيديوز.
النقطة الثالثة هي مرض الفطم: الكثير منا لا يسمع بهذا المرض الخبيث الذي يستهدف الطيور الصغيرة يعني الفراخ التي لا تمتلك المناعة الكافية لمكافحة هذا المرض مما يسبب لها الموت المحتم إذا لم نعطي الدواء المضاد لهذه الفيروسات، هنالك العديد من الأدوية التي تباع في الصيدلية البيطرية و التي تقدم لفراخ الحساسين المصابة بالفطم في الأسبوع الخامس أو حتى أقل، المهم إتبع إرشادات الطبيب البيطري و ستشفى طيورك بإذن الله.
النقطة الرابعة هي مرض الزكام: طيور الحساسين معرضة لمرض الزكام بشكل كبير و السبب يعود إلى المناعة التي يمتلكها قبل و بعد، عندما تكون طيور الحساسين في البراري تكسب قوة مناعة تحميها من أغلب الأمراض و السبب يعود إلى الغذاء التي تتناوله في البراري عكس الطيور الحبيسة التي تتراجع مناعتها بسبب الغذاء المقدم من قبل المربين و الزكام مرض شهير عند مربي الطيور فهو عبارة عن نزول سائل من أنف الحسون مع خمول بشكل ملحوظ إضافة إلى رعشة تصيب المريض و شعور بعدم الإرتياح و الإختناق، يتم علاج الزكام عند الحساسين بالتدفئة المستمرة و المضادات الحيوية و الأدوية المخصصة لهذا المرض.
كانت هذه نبذة صغيرة عن الأمراض الشائعة التي تصيب طيور الحساسين عند بدأ تربيته في المنازل ولاكن ليس هذا كل شئ بل القائمة تطول من الأمراض التي تحمل فيروسات و جراثيم للأسف تكون قاتلة إن لم نتخذ التدابير الوقائية و العلاجية، و لمزيد من المعلومات التي تخص أمراض الطيور عامة و الكناري و الحسون بشكل خاص زوروا قناتنا على اليوتيوب و الرابط تجدونها أسفل هذه التدوينة و أتمنى أن تكون طيورنا سليمة من كل الأمراض و خاصة ( كورونا الحساسين ) و في الختام أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه و السلام عليكم و رحمة الله و براكاته.