بسم الله و الصلاة و السّلام على رسول الله، السّلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته متابعي قناة و مدوّنة سوق عمر المختصّة في علم الطيور و خاصّة الكناري منها و الحسّون.
تعدّ تربية الطيور بالأمر المُمتع و الشيّق فهي ونيس في الوحدة و رفيق في السفر و جليس في البيت بل أصبحت فردًا من العائلة ولا نستطيع الإستغناء عنها مهما كان نوعها أو شكلها ولكلّ واحد منّا وله ميول لصنف من هذه الأنواع المتعدّدة مثل: الكناري، الحسّون، الزيبرا، طيور الحبّ، الكلابسيت، أنسيبرابل، كاكاريكي، الببغاء القبوني، وغيرها من الأصناف التي لا تعدّ و لا تحصى فعشق هذه الطيور تخطّى مرحلة التربية فقط بل أصبح الأمر أكبر من هذا بكثير حتّى أنّه من المربين من تأثّروا بشكل كبير عند فقدان طيورهم وهنالك من حزن كثيرًا بمرض طائره ومن هنا ينطبق القول عشق فات الحدود وحب يأبى النسيان.
درسنا اليوم عن كيفية تفادي الأمراض النفسية بأنواعها من الصدمة و العصبية و الإكتئاب و الفزع وصول إلى الإحباط وكلّها تسبّب الموت إذا لم نتخذ التدابير اللازمة و العاجلة لتفادي مضاعفات هذه الأمراض النفسية التي سبق و ذكرتها، العديد من المربين يتجاهلون هذه الأمراض و يقلّلون خطورتها على الطيور بتعلّة أنّ هذه الإصابات عادية و يمكن أن تصيب أغلبية الطيور لهذا الأمر يجب الإنتباه جيدًا في تربية هذه المخلوقات الرقيقة و الجميلة و نحرص على سلامتهم من كلّ أذى بغض النظر إن كانت الأمراض جسدية أو نفسية ويأتي هذا عن طريق المتابعة اليومية و الرقابة الدائمة خُصوصًا الأمراض النفسية التي لا تقل خطورة عن الأمراض الجسدية.
ومع أنّ درسنا يسلّط الضوء على الأمراض النفسية التي تصيب الطيور يجب علينا في البداية معرفة السبب لهذه الأمراض و تشخيص الحالة جيدًا كي نستطيع تقديم العلاج المناسب لهم قبل فوات الأوان، من بين الأسباب نجد أشهرها سقوط القفص من أعلى الحائط أو الخزانة أو أي مكان مُرتفع ممّا يسبّب الفزع المفرط للطائر من شدّة الإرتطام على الأرض أو مهاجمة الطائر من قبل القطط ممّا يسبّب له الصدمة أو الفزع بسبب الخوف الكبير و المباغتة التي لم يكن يتوقعها فنجد قلبه ينبض بقوّة لدرجة الموت أحيانًا أو من جراء الطيور الجارحة التي تنزل على قفص الطير كالبرق الخاطف ممّا يسبّب كذالك الخوف الشديد و الصدمة القاتلة، هذه الأسباب و غيرها كفيلة بهلاك الطيور إن لم نقم بالإجراءات العاجلة.
من بين هذه الإجراءات العاجلة يجب علينا التحرّك بسرعة عندما تتعرّض طيورنا للصدمة أو الفزع كتغير القفص القديم و إستبداله بواحد آخر جديد والسبب يعود أنّ الطائر عندما يتعرّض للصدمة يكون خائف من القفص لأنّه يعتقد أن هذا القفص هو من تسبّب بإصابته وبعد تغير القفص نضع له ورقة نعناع في المشربية كي يهدأ قليلاً والمعروف عن النعناع أنّ له عديد الخصائص و أشهرها التهدئة من الفزع ثمّ نقوم بشراء الدواء الإسباني Tabernil Anti-Stres المُضاد للتوتر و الصدمة و مخلّفاتها مع التأكّد من أنّ المنتوج أصلي وليس مقلّد أمّا طريقة تقديمه كالآتي: نضع ستّة قطرات من دواء تبرنيل في المشربية مدّة خمسة أيام متتالية مع تغير الماء يوميًا ويجب أن يكون الماء معدني، كذالك تقديم السباحة اليومية للطائر بماء مخلوط بقليل من خلّ تفّاح، (ملاحظة: إذا قدّمنا دواء Tabernil Anti-Stres فلا نعطي معه ورق النعناع).
بهذه الخطوات العاجلة و المتناسقة في علاج الطيور من التوتّر و الصدمة و الفزغ و غيرها من هذه الأمراض الخطيرة نصل لنهاية كتابة هذا المقال في أمل اللقاء مجددًا بحلقات أخرى مفيدة و شيّقة و للمزيد من النصائح و الإرشادات أنصحكم بزيارة الحلقة المختصّة بكيفية العلاج من مرض الصدمة و الرابط تجدونه أسفل هذه التدوينة و كذالك لا تنسوا الإشتراك في القناة و تفعيل الجرس كي يصلكم جديد حلقاتنا المختصّة في علم الطيور و في الختام أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.