بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله، السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته متابعي قناة و مدونة سوق عمر المختصة في علم الطيور و خاصة الكناري منها و الحسون.
الهجين أو البندوق إسم غني عن التعريف فهو ناتج عن تزاوج ذكر طائر الحسون مع أنثى طائر الكناري ويجب أن نعرف أن طائر الهجين لا نجده في الطبيعة مما يجعله مميز جدا لأن إنتاجه يتم تحت إشراف ومتابعة المربي ومن مميزاته أيضا أنه جمع بين عذوبة وجمال تغريد ذكر الحسون وبين قوة جسدية لأنثى الكناري وتحمله للبيئة التي يعيش فيها، شكله لا يختلف كثيرا عن الحسون فمثلا نجد في الهجين إحمرار الوجه و جناحيه المتناغمة بالألوان المميزة (الأصفر و الأسود و البني) و لون صدره أحيانا بني و أحيانا أخرى يرجع إلى لون أنثى الكناري و بالنسبة للمنقار و الجسم فالأغلب يكون شبيه للأم و القدمين يميلان إلى قدم الأب يعني ذكر الحسون.
إنتاج هذا النوع من الطيور الهجينة قد يراه الكثير من المربين أمر معقد جدا و السبب يعود في ترويض طائران كل واحد منهما من صنف مختلف فالكناري من نوع العصفوريات و الحسون من نوع الشرشوريات ومن الصعب أن يقبل ذكر الحسون جنس مختلف عنه و العكس صحيح، إنتاج الهجين يجب أن يمر على عدة مراحل كي تنجح هذه العملية ولا نتسرع في التزاوج بتعلة أن الذكر جاهز و الأنثى كذالك جاهزة فهذا غير كافي لأن الأمر مختلف تماما عن باقي الطيور و الأسباب ذكرتها سابقا لهذا يجب التريث و لا نقفز على المراحل ولا نستهزئ بالأمر و الأهم قراءة هذا المقال جيدا و تطبيق كل ما جاء فيه كي ننجح في إنتاج الهجين أو بما يسمى البندوق بعد تعب دام موسم كامل.
أولا يجب علينا أن نتعرف على الأخطاء التي تكون سبب في إجهاض إنتاج الهجين كي نستطيع إصلاح هذه الأخطاء ولا نقع فيها مرة أخرى في المستقبل فمثلا لا ندخل ذكر الحسون على الأنثى بدون سابق إنذار مما ينتج عنه شجار عنيف ينتهي بإيذاء واحد منهما وهذه الطريقة الخاطئة خطيرة جدا و أحيانا تصل الأمور بموت واحد منهما كذالك من الأخطاء الشائعة أن تكون أنثى الكناري كبيرة جدا أو أن يكون ذكر الحسون من غير ذيل أو مازال في فترة غيار الريش أيضا نجد خطأ إختيار المكان الخاطئ للتزاوج فالمعروف عن طائر الحسون أنه لا يشعر بالأمان و لا بالطمئنينة حتى يتأكد من أن المكان هادئ و خالي من جميع المخاطر مثل (القطط، الزواحف، الفئران، الطيور الجارحة، إلخ...)
والآن سنتعرف عن المراحل السلسة و السهلة في إنتاج الهجين الذي ظل الكثير من المربين سنوات عديدة في محاولاتهم التي تنتهي في كل مرة بفشل ذريع وإحباط ولتجنب هذه الأمور السيئة ينصح بشراء أنثى بكرية يعني لم يسبق لها التزاوج من قبل أو أنثى كناري سبق لها التزاوج مع طائر الحسون ويكون لونها قريب جدا للون طائر الحسون أيضا العكس صحيح بمعنى إختيار ذكر حسون لم يسبق له التزاوج مع أنثى حسون بعد إختيار الزوجين بعناية نضع الأنثى في قفص كبير و بجانبها ذكر الحسون في قفص صغير والمهم أن يستطيعان رؤية بعضهما البعض ويكونان قريبان جدا.
يجب أن نحجب كل الذكور و الإيناث عن هذان الزوجان كي يتسنى لهما التعرف على بعضهما و التآلف بينهما فهذه الخطوة مهمة جدا بمعنى نترك في الغرفة ذكر الحسون و أنثى الكناري فقط وبالنسبة للمدة فلا تقل عن شهر أو أكثر وهما في الغرفة كي يعتادان و يتقبلان بعضهما البعض و بعد هذه الفترة نلاحظ علامات القبول بينهما فنأتي للأهم وهو وضع عازل بين الذكر و الأنثى وبهذه الطريقة نحجب الرؤية ونترك الصوت فقط وهذه الخطوة تساعدنا في النداءات المتكررة مما يزيد من إشتياق الطرفين لرؤية بعضهما البعض ومن هنا يبدأ طريق الهيجان سواء كان الذكر أو الأنثى وطبعا لا ننسى تقديم لهما برنامج غذائي متوازن و المحفزات الجنسية لتسهيل العملية التي بدأت من أشهر عديدة.
بعد كل هذه المراحل تأتي الخطوة الأخيرة وهي إدخال الذكر على الأنثى كي تتم عملية اللقاح وبإذن الله ستفرح بالنتيجة النهائية، في هذا المقال أردت التنويه أن الصبر و المعرفة و الإصرار على إنتاج الهجين هم أساس النجاح فلا تيأسوا من الوهلة الأولى ولا تدعوا الإحباط يسيطر عليكم فكلها مسألة وقت وفي الختام لم يبقى لي إلا أن أقول لكم في أمان الله وفي أمل اللقاء مجددا بدروس أخرى مفيدة لي ولكم. لا تنسوا الإشتراك في القناة الرسمية لهذا الموقع و زيارة الفيديو الذي من خلاله تتعرفون على شكل الهجين و صوته العذب.