بسم الله و الصلاة و السّلام على رسول الله، السّلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته متابعي قناة و مدوّنة سوق عمر المختصّة في علم الطيور و خاصّة الكناري منها و الحسّون.
التكاثر بين الطيور في الطبيعة هي سنّة الله في خلقه فكان كلّ نوع يتزوّج مع نفس الفصيلة حتّى أصبح عندنا الألاف من الأنواع و الأشكال وحتّى الأحجام ومن بين هذه الأصناف نجد طيور الكناري التي هي بدورها فيها أنواع كثيرة جدًا من خلال اللون و الصوت ثمّ دخل الإنسان في الخط و أصبح مُساهم في إستخراج سُلالات كنارية مختلفة بسبب تهجين أنواع مع أنواع أخرى مختلفة جدًا عنها ومن هُنا نجد أشكال عديدة تحمل جينات وراثية ولم يقف الأمر هنا فقط بل واصل الإنسان في الإبداع بعد الله سبحانه و تعالى و أصبح ينتج سُلالات تحمل ألوان زاهية بعد ما كان التركيز السائد هو النوع.
التهجين أنواع فهنالك تهجين من أجل الحجم ونجد الأمثلة: ( لانكشاير - اليورك - السكوتش ) و هناك تهجين من أجل الصوت مثل: ( ملِينوا - تمبرادو - رولر ) و أيضًا تهجين من أجل اللون مثل: ( هارليكوين - موزايك - آقات ) طبعًا هذه أنواع قليلة جدًا ذكرتها لكم و القائمة تطول، في هذه التدوينة سنتحدّث عن صنف مُميز يحمل جينات وراثية تجعل منه كناري باللون الأحمر ( Red Factor Canary ) رغم أنّ ألوان الكنارات في الطبيعة تفتقد لهذا اللون وكما قلنا سبب هذه الألوان من خلال التهجين الذي له دور كبير في تكاثر هذه الأنواع والتي لاقت شُهرة في أنحاء العالم منذ القرن العشرين وصولاً إلى يومنا هذا.
في عام 1929 نشر الدكتور هانز دنكر عالم الوراثة الألماني أطروحة تُفيد بأنّه يمكن تطوير طائر كناري أحمر عن طريق إدخال عامل أحمر في التركيب الجيني وهو أمر مُمكن من خلال إدخال (الفنزويلي الأسود مقنع السيسكين Spinus cocullatus) و الصورة خير دليل و حسب الروايات فإنّ أوّل تهجين ناجح لهذا النوع كان في بريطانيا، الكناري الأحمر هو طائر رائع يبلغ طوله 14 سم وله قامة جذّابة وصوت جميل وينقسم إلى نوعين الأوّل نجده باللون الأحمر الباهت و الثاني يكون اللون أحمر مشّع و كلاهما موجودان بقوّة في المُسابقات الدوليّة بخصوص أجمل ألوان الكناري.
بعض أنواع التغذية لها دور مُُهمّ في تحسين اللون و توجد هذه في ثلاث مواد كيميائية في المقام الأوّل الكاروتينات لمعظم الطيور مع إضافة الكانتازانثين وبيتا كاروتين لطيور الكناري ذات العامل الأحمر، يحتوي التوت والبنجر والبطاطا الحلوة والإسكواش والطماطم والكرز على الكاروتينات التي تُعزّز اللون و يمكن أيضًا زيادة اللون الأحمر والبرتقالي في العديد من السُلالات عن طريق إضافة الفلفل الحار والبابريكا إلى النظام الغذائي، يستخدم بعض الخبراء أيضًا تركيز كاروتينويد ويتمّ الحصول على الكانثازانثين وبيتا كاروتين كمُكمّلات و يجب إستخدام المواد الكيميائية المُغذِّية بالألوان هذه بعناية مع الإهتمام الشديد بالكميات المناسبة.
تُحّب هذه الطيور الإستحمام و نظافة الأقفاص بإنتظام وتقليم الأظافر كي لا يُعِيقها عند الوقوف على المجاثم أو أثناء التزاوج، هم مخلوقات إجتماعية حسنة الطباع لا تُحبّ الإزعاج ولا ترغب بالعيش في أقفاص تكون أسفل الغرفة بل تُحبّ الأماكن المرتفعة و أمّا الإنتاج منها فهو أمر سهل بعد ما كان شئ معقّد و صعب جدًا وهذا يعود بفضل الله وحده ثم إجتهاد الخبراء في مجال الوراثة و التهجين بين السُلالات المختلفة في عالم الكنارات والشرح يطول و لكن أنا أكتفي بهذه المعلومات القيّمة في أمل اللقاء مجدّدًا بمواضيع مفيدة و شيّقة.